حكاية السوار العتيق .. مجموعة قصصية جديدة لعدي مدانات

حكاية السوار العتيق .. مجموعة قصصية جديدة لعدي مدانات

عمان ? الرأي - يختار  الروائي الأردني عدي مدانات شخوص مجموعته القصصية الجديدة (حكاية السوار العتيق) من بين أولئك الرجال الذين تمتلكهم الوحدة والعزلة أو هموم العمل داخل تفاصيل الحراك اليومي المعاش في بيئة اجتماعية عادية .
يعاين مدانات في خمس عشر قصة قصيرة اشتملت عليها المجموعة تلك المتغيرات التي عصفت بالبنية السياسية والاجتماعية وما أدت إليه من إجهاض لأحلام وانجراحية في وجدان شخصياته .
(حكاية السوار العتيق) الصادرة حديثا مكتبة الأهلية بعمان بدعم من وزارة الثقافة هي المجموعة الرابعة في كتابات مدانات القصصية القصيرة والمعنونة : (المريض الثاني عشر غريب الأطوار) 1983 و(صباح الخير أيتها الجارة) 1991 و(شوارع الروح) 2003  وفي جميعها التزم مدانات بانحيازه إلى تلك الشخصيات شارحا ظروف وتفاصيل واقعهم من بحبوحة وبؤس وفقر وثراء وأمال وآلام باصالة الكاتب وشغفه بهذا النوع من الكتابة ويوازن بين محاولتهم القفز عن العوائق أو الانصهار في عالم جديد مشرع على أسئلة مغايرة تجاه ما ينتظرهم من  مصائر .
ينهل مدانات صاحب روايات:(الدخيل)1991 و(ليلة عاصفة)1995 و(تلك الطرق)2008 متنه القصصي الجذاب من خلال معايشته لظروف وأحوال شخصياته البسيطة في أكثر من مكان وبيئة متنوعة حيث يرسمها بمداد من الكلمات ويبسطها أمام القاريء كأنه يعرض لوحة واقعية تاركا أمامه مهمة التفكير والتدقيق والحكم على نتيجة ما انتهت إليه.
لا يلتزم مدانات بواقعية أو أسماء الأمكنة بقدر ما يركز عنايته بالشخصيات المثقلة بهموم الواقع وآفاقه لكنه قطعا لا يعدم تلك الإحالات والإشارات الذكية التي تفيض من بين ثنايا الوصف والحوارات المتبادلة بين الشخصيات في الدلالة على هذا المكان أو ذاك.
يتعمد الكاتب تقديم قصصه القصيرة بعيدا عن أساليب الفذلكة المعتادة في هذا النوع من الكتابات القصصية الجديدة أو السير على نهج تلك القصص التي تتعمد إغراق القاريء بتعقيدات الأسئلة المفسرة لنوازع الشخصيات وتفسير سلوكياتها أو الانتقال  المفاجيء والمجاني من بيئة إلى أخرى.
بيد أن مدانات بقدر ما يلتزم في ضرورات الاعتناء في اختيار الكلمات والجمل الفصيحة بتكثيف يختصر أحداثا متشابهة و ثرثرة ديالوج فانه دون أدنى شك يظل هاجسه وفي مخيلته القبض على ركائز القصة القصيرة والإضافة إليها من مخزونه الحيوي والجمالي.
كتب القاص محمود شقير على الغلاف الأخير من المجموعة: «لعدي مدانات الذي يكتب القصة القصيرة بشغف ومتعة توازي متعته بالحياة فانه صاحب قدرة على كتابة قصة انطلاقا من مفردات الحياة اليومية العادية ومن التفاصيل الصغيرة التي يتشكل من مجموعها السرد القصصي وهو سارد هادىء يعتمد التلميح لا التصريح, ويبدو فيه الراوي محايداً وما هو بمحايد لأنه يختار للمتلقي ما يريد ببراعة ودون تدخل فظ أو استعراض ممجوج».